(ومن الجن ما نفع)
قرأتُ فيما قرأت من كتب التراث ولا أتذكر عنوان ذلك الكتاب عن قصة مفادها :
إن فتاة في ليلة زفافها وقبل ساعة الصفر بقليل أُصيبت بحالة من الصرع والهذيان المفاجئ فحُملت إلى عالم مشهور بقراءة العزائم والتعاويذ والرقي وإخراج الجن الحوامض الذين يتلبسون بأجسام البشر.
فبدأ بقراءة بعض العزائم والرقي المجربة فلم يحدث أي اضطراب أو تأثير وبعدها ألتفت إلى أهلها وقال لهم ابقوا خارج الدار .
أحس الجميع بخطورة الحالة.
قال لهم :
انتظروا هنا فأنا أخشى عليكم من خروج الجان من الفتاة فجأة وقد يستقر في أحدكم.
فقالوا له : لك ما تريد يا شيخنا الجليل بعدما أرعبهم كلامه.
ثم اختلى بالفتاة وقال لها : ما الخبر .؟
فأنتِ تعانين من الذعر والخوف وما بكِ ليس تلبس من الجان.!
قالت له : صدقت ولكن هل تعاهدني أن تستر عليّ إذا أخبرتك .؟
فقال لها : إن شاء الله يكون ذلك.
فقصت عليه القصة كاملة :
كنتُ في زمن الصبا أتبادل العشق مع جار لنا وفي لحظة النشوة وسكرة اللذة نسيت عقلي وسلمت له جسدي فتمزق غشاء البكارة والليلة موعد الدخول على زوجي وسوف يفتضح أمري وعندها لن يكون نصيبي سوى الموت.
فقال لها لا تخافي ابقي كما أنتِ , ثم عاد إلى أهلها وقال لهم :
قد تلبس في فتاتكم جان خبيث ولا يخرج من عضو من أعضاء جسدها إلا و أتلفه فإن أخرجته من العين ذهب بصرها وعميت وإن أخرجته من الفم أصابها الخرس وإن أخرجته من آذنها أصيبت بالصمم وإن أخرجته من رجلها أُصيبت بالعرج وإن أخرجته من (....) تذهب بكارتها.
فمن أين تريدون خروجه.؟
وبعد التشاور أجمع أهلها على أن خروجه من هناك وذهاب البكارة هو أخف الأضرار , فأعطوه الضوء الأخضر لإخراج ذلك الجان من ...
ونجت الفتاة من القتل وأفلت ذلك الفتى الماكر من العقاب.
ما أردت الوصل إليه من خلال هذه القصة التراثية أن هناك فوائد جمة للجن والعفاريت . فكم من جريمة قتل وسرقة وهتك عرض أفلت المجرم فيها من العقاب وألصقت التهمة بالجن والعفاريت وهم مخلوقات مستضعفة لا تملك وسيلة للدفاع عن نفسها ضد اتهامات البشر الحوامض.
وهذا بالضبط ما كان يحدث في الماضي القريب قبل إلزام الحكومة الناس بأخذ الميت للمستشفى عند موته وإصدار شهادة الوفاة التي توضح سبب نزول المنية.
وهناك فائدة اقتصادية أخرى مهمة جدا فهناك العشرات بل المئات من الدجالين والمشعوذين يقتاتون على هذه الخزعبلات والقصص الخرافية عن الجن وأعمال السحر والشعوذة بل وصل الأمر إلى فتح قنوات فضائية عربية متخصصة في الدجل وأخبار الجن ونجوم العفاريت.
وقد سمعت قبل فترة زمنية تقريراً ورد في قناة العربية أن الشعوب الخليجية تنفق على أعمال السحر مبالغ طائلة (عشرين مليارا) وهو رقم خرافي بالتأكيد يكفي لإنشاء مجمعات سكنية.
وحكايات الجن والعفاريت مجال خصب للحديث والقصص عند جميع الشعوب من دون استثناء فالدول المتقدمة والمتخلفة في الأمر سواء.
فلن نتحدث عن المجتمع العربي ما تدور به من أساطير وخزعبلات فهذا أمر معروف عند الجميع وما زالت أحاديث تلبس الجان تدور بين مختلف الطبقات الاجتماعية حتى المثقفين لا تخلو مجالسهم من تلك الأحاديث فأمراض الصرع (مرض عصبي يصيب الدماغ) لها مفهوم واحد هو تلبس الجن.
يبدو أن الجن يعانون من أزمة سكنية فقد ضاق بهم الفسيح من الكون فلم يجدوا سوى أجساد البائسين من البشر ليسكنوها مجانا من دون دفع إيجار بل استيطانهم للأجساد أشبه بالصهاينة المحتلين وجودهم مؤذي ومزعج وقائم على الإرهاب.
ولكن الأمر المستغرب هو ما يحدث في المجتمع الغربي المتحضر من إنتاج أفلام الرعب والتي هي بالتأكيد تعبر عن جزء من المعتقدات الاجتماعية بل وصل الأمر ببعض الدول أن تصدر دليلا يوضح أماكن وجود الأشباح والعفاريت في بعض المدن انجلترا مثلا.
ومن الطريف في الأمر أني قرأت قبل مدة عن عراف ألماني استبدل طريقة قراءة الكف لمعرفة المستقبل والمجهول بقراءة الردف فمن المعروف أن باطن الكف توجد بها خطوط ولكن من أين للردف مثل هذه الخطوط .!
كنت أتساءل بيني وبين نفسي عن الطريقة في قراءة المجهول من خلال الردف وكيف تتم عملية قراءة الحظ. في دهاليز الأرداف؟
فقلت ربما يلجأ هذا العراف بعد تقليب الآليتين بحثا عن المستقبل والمجهول إلى الضرب والتحريك ومراقبة الاهتزاز كما تعمل آلية جهاز رصد الزلازل (رختر). ولكن ماذا يصنع هذا العراف مع أصحاب المؤخرات الضخمة .؟
مثل هذا الردف لحبيبة الشاعر:
من كمثل منيتي ** تشبه البدر إذ بدا
تدخل اليوم دارنا ** وأردافها غـــــــــــدا
(الأبيات قرأتها في كتاب الحياة الزوجية السعيدة)
هل يلجأ إلى الركل والرفس بالقدم ومن ثم مراقبة الاهتزاز الناتج عن الركل , فمن المؤكد أن الضرب و التحريك باليد لن يجدي نفعا مع ردف من الحجم العائلي كما جاء على لسان الشاعر آنف الذكر.
الخبر نُشر في جريدة الحياة أو الشرق الأوسط لا أتذكر بالضبط ولكن قبل سنتين تقريباً فقد جاء في الخبر أيضا أن هناك أعداد غفيرة من الجنسين تتزاحم على مكتب العراف لمعرفة المستقبل والمجهول المكتوب على تلال ومنحنيات الأرداف.
فيا له من عراف ماكر يغبطه كل الدجالين فهو ذو حظ عظيم ويا له من مجتمع تطور فتحرر ثم تعرى
قرأتُ فيما قرأت من كتب التراث ولا أتذكر عنوان ذلك الكتاب عن قصة مفادها :
إن فتاة في ليلة زفافها وقبل ساعة الصفر بقليل أُصيبت بحالة من الصرع والهذيان المفاجئ فحُملت إلى عالم مشهور بقراءة العزائم والتعاويذ والرقي وإخراج الجن الحوامض الذين يتلبسون بأجسام البشر.
فبدأ بقراءة بعض العزائم والرقي المجربة فلم يحدث أي اضطراب أو تأثير وبعدها ألتفت إلى أهلها وقال لهم ابقوا خارج الدار .
أحس الجميع بخطورة الحالة.
قال لهم :
انتظروا هنا فأنا أخشى عليكم من خروج الجان من الفتاة فجأة وقد يستقر في أحدكم.
فقالوا له : لك ما تريد يا شيخنا الجليل بعدما أرعبهم كلامه.
ثم اختلى بالفتاة وقال لها : ما الخبر .؟
فأنتِ تعانين من الذعر والخوف وما بكِ ليس تلبس من الجان.!
قالت له : صدقت ولكن هل تعاهدني أن تستر عليّ إذا أخبرتك .؟
فقال لها : إن شاء الله يكون ذلك.
فقصت عليه القصة كاملة :
كنتُ في زمن الصبا أتبادل العشق مع جار لنا وفي لحظة النشوة وسكرة اللذة نسيت عقلي وسلمت له جسدي فتمزق غشاء البكارة والليلة موعد الدخول على زوجي وسوف يفتضح أمري وعندها لن يكون نصيبي سوى الموت.
فقال لها لا تخافي ابقي كما أنتِ , ثم عاد إلى أهلها وقال لهم :
قد تلبس في فتاتكم جان خبيث ولا يخرج من عضو من أعضاء جسدها إلا و أتلفه فإن أخرجته من العين ذهب بصرها وعميت وإن أخرجته من الفم أصابها الخرس وإن أخرجته من آذنها أصيبت بالصمم وإن أخرجته من رجلها أُصيبت بالعرج وإن أخرجته من (....) تذهب بكارتها.
فمن أين تريدون خروجه.؟
وبعد التشاور أجمع أهلها على أن خروجه من هناك وذهاب البكارة هو أخف الأضرار , فأعطوه الضوء الأخضر لإخراج ذلك الجان من ...
ونجت الفتاة من القتل وأفلت ذلك الفتى الماكر من العقاب.
ما أردت الوصل إليه من خلال هذه القصة التراثية أن هناك فوائد جمة للجن والعفاريت . فكم من جريمة قتل وسرقة وهتك عرض أفلت المجرم فيها من العقاب وألصقت التهمة بالجن والعفاريت وهم مخلوقات مستضعفة لا تملك وسيلة للدفاع عن نفسها ضد اتهامات البشر الحوامض.
وهذا بالضبط ما كان يحدث في الماضي القريب قبل إلزام الحكومة الناس بأخذ الميت للمستشفى عند موته وإصدار شهادة الوفاة التي توضح سبب نزول المنية.
وهناك فائدة اقتصادية أخرى مهمة جدا فهناك العشرات بل المئات من الدجالين والمشعوذين يقتاتون على هذه الخزعبلات والقصص الخرافية عن الجن وأعمال السحر والشعوذة بل وصل الأمر إلى فتح قنوات فضائية عربية متخصصة في الدجل وأخبار الجن ونجوم العفاريت.
وقد سمعت قبل فترة زمنية تقريراً ورد في قناة العربية أن الشعوب الخليجية تنفق على أعمال السحر مبالغ طائلة (عشرين مليارا) وهو رقم خرافي بالتأكيد يكفي لإنشاء مجمعات سكنية.
وحكايات الجن والعفاريت مجال خصب للحديث والقصص عند جميع الشعوب من دون استثناء فالدول المتقدمة والمتخلفة في الأمر سواء.
فلن نتحدث عن المجتمع العربي ما تدور به من أساطير وخزعبلات فهذا أمر معروف عند الجميع وما زالت أحاديث تلبس الجان تدور بين مختلف الطبقات الاجتماعية حتى المثقفين لا تخلو مجالسهم من تلك الأحاديث فأمراض الصرع (مرض عصبي يصيب الدماغ) لها مفهوم واحد هو تلبس الجن.
يبدو أن الجن يعانون من أزمة سكنية فقد ضاق بهم الفسيح من الكون فلم يجدوا سوى أجساد البائسين من البشر ليسكنوها مجانا من دون دفع إيجار بل استيطانهم للأجساد أشبه بالصهاينة المحتلين وجودهم مؤذي ومزعج وقائم على الإرهاب.
ولكن الأمر المستغرب هو ما يحدث في المجتمع الغربي المتحضر من إنتاج أفلام الرعب والتي هي بالتأكيد تعبر عن جزء من المعتقدات الاجتماعية بل وصل الأمر ببعض الدول أن تصدر دليلا يوضح أماكن وجود الأشباح والعفاريت في بعض المدن انجلترا مثلا.
ومن الطريف في الأمر أني قرأت قبل مدة عن عراف ألماني استبدل طريقة قراءة الكف لمعرفة المستقبل والمجهول بقراءة الردف فمن المعروف أن باطن الكف توجد بها خطوط ولكن من أين للردف مثل هذه الخطوط .!
كنت أتساءل بيني وبين نفسي عن الطريقة في قراءة المجهول من خلال الردف وكيف تتم عملية قراءة الحظ. في دهاليز الأرداف؟
فقلت ربما يلجأ هذا العراف بعد تقليب الآليتين بحثا عن المستقبل والمجهول إلى الضرب والتحريك ومراقبة الاهتزاز كما تعمل آلية جهاز رصد الزلازل (رختر). ولكن ماذا يصنع هذا العراف مع أصحاب المؤخرات الضخمة .؟
مثل هذا الردف لحبيبة الشاعر:
من كمثل منيتي ** تشبه البدر إذ بدا
تدخل اليوم دارنا ** وأردافها غـــــــــــدا
(الأبيات قرأتها في كتاب الحياة الزوجية السعيدة)
هل يلجأ إلى الركل والرفس بالقدم ومن ثم مراقبة الاهتزاز الناتج عن الركل , فمن المؤكد أن الضرب و التحريك باليد لن يجدي نفعا مع ردف من الحجم العائلي كما جاء على لسان الشاعر آنف الذكر.
الخبر نُشر في جريدة الحياة أو الشرق الأوسط لا أتذكر بالضبط ولكن قبل سنتين تقريباً فقد جاء في الخبر أيضا أن هناك أعداد غفيرة من الجنسين تتزاحم على مكتب العراف لمعرفة المستقبل والمجهول المكتوب على تلال ومنحنيات الأرداف.
فيا له من عراف ماكر يغبطه كل الدجالين فهو ذو حظ عظيم ويا له من مجتمع تطور فتحرر ثم تعرى