[size=16]اسمها (ليليث).. هذا الاسم الرهيب يتكرر في معظم الثقافات السامية .. لا يجب أن تذهب بعيدًا إلى رومانيا كي تقابل مصاصي الدماء.. إنهم قد يكونون هنا .. في ذات الدولة تابع معنا أحداث ( أسطورة مصاصة الدماء)
[b]مصاص الدماء وأسطورة الرجل الذئب
1 - ليلة رهيبة :
ـــــــــــــــــــــــــــ
كنت في ذلك الوقت شابا في الخامسة والثلاثين من عمري لا أعرف شيئا عن عالم ما وراء الطبيعة وكنت أؤمن أن العلم قد عرف كل شيء ... كنت ساذجا بالطبع ... سافرت الى بريطانيا لحضور مؤتمر أمراض الدم الذي يحضه نخبة من أساتذة هذا العلم في العالم كله , لكن كما هو معروف _ ليست المحاضرات مشوقة الى هذا الحد , وقد قضيت في ذلك اليوم أربع ساعات من أسود ساعات حياتي أصغي لكلام كثير عن سرطان الدم . وأنيميا البحر المتوسط .... و .... و ....
كان الأطباء الجالسون قد أصيبوا بذلك النوع من الملل والتعاسة والتجمد الفكري الذي أوثر أن اسميه ( ذهول المؤتمرات ) , كانوا جميعا قد فقدوا الاحساس بظهرهم وأطرافهم . وتحولت أرادفهم الى جزء من المقاعد , وبعضهم أخذ يزجى الوقت في الحديث همسا وهم يضعون أيديهم على أفواههم كتلاميذ المدارس ...
- شكرا ...
وللحظة لم يصدق هؤلاء البؤساء آذانهم لكن الرجل كان قد انتهى بالفعل من محاضراته الطويلة , من ثم تعالت تنهدات العرفان بالجميل , وبدأوا يصفقون له شاكرين !
كان المحاضر كهلا وسيما اسمه ( ريتشارد كامنجز ) .. قابلته في مصر أكثر من مرة وانبهرت به بشدة , كان شامخا مهيبا عصبيا مغرما بالتاريخ والفن وكان يعشق تاريخ الفراعنة وكانت هذه نقطة تلاقينا ....
بعد المحاضرة قابلته , وعلى الفور هش وبش لي وبدت سعادته على وجهه , بل انه صافحني ( وهو شيء غير معتاد من الانجليز ) ثم انه سألني عن رأيي في المحاضرة فكذبت عليه في كياسة قائلا انها رائعة . دعاني الى بيته الريفي في ( يوركشاير ) , لأننى _ كما قال _ انسان متحضر وشديد الاخلاص للعلم ...
لهذا - وكما علمتني التقاليد الانجليزية الصارمة - وجدتني أجتاز مدخل حديقة البيت الانجليزي الجميل في تمام السابعة مساء ... وكان القمر يرخى ضوءا هادئا رقيقا على غصون اللبلاب المتدلية فوق سقف البيت المنحدر , وفي الحديقة كنت تشم روائح غير مألوفة لزهور لا تعرف اسمها ...
وفي الداخل كان البيت أنيقا بسيطا , بيت أسرة كاثوليكية متدينة ... وفي قاعة الجلوس كانت هناك مجموعة كبيرة من الصلبان الأثرية , ولوحة كبيرة للعشاء الأخير , وكانت زوجته في منتصف العمر مهذبة رقيقة , أما ابنته كاترين فكانت مراهقة لكنها أكثر تعقلا من سنها ...
وأدركت كم هم متدينون حين تلوا قبل العشاء صلاة المائدة , من ثم شعرت بالخجل من نفسي لأنى نسيت البسملة على الطعام قبل أن أبدأ الأكل ... تمتمت أن بسم الله أوله وأخره , وشرعت أملأ بطنى من الأصناف جميلة المنظر , شنيعة الطعم , التي عرف بها المطبخ الانجليزي في أوروبا كلها ...
بعد العشاء - وفي حجرة المعيشة المريحة - جلس د . ريتشارد جوار المدفأة يدخن غليونه ويرشف القهوة في استمتاع وقد بدا أن الحياة لن تكون أبدا أروع مما هي عليه الآن ..
قال د . ريتشارد : كيف تشعر وأنت من سلالة الفراعنة هؤلاء العباقرة ؟
ابتسمت ولم أدر بماذا أرد , فغمغمت : .. بالندم وبالحسرة لأني لم أحفظ حضارتهم وكل ما اكتشفوه ... أحيانا يخيل لي أنه لم يعد هناك ما يمكن اكتشافه بعد كل ما اكتشف حتى اليوم
[b]مصاص الدماء وأسطورة الرجل الذئب
1 - ليلة رهيبة :
ـــــــــــــــــــــــــــ
كنت في ذلك الوقت شابا في الخامسة والثلاثين من عمري لا أعرف شيئا عن عالم ما وراء الطبيعة وكنت أؤمن أن العلم قد عرف كل شيء ... كنت ساذجا بالطبع ... سافرت الى بريطانيا لحضور مؤتمر أمراض الدم الذي يحضه نخبة من أساتذة هذا العلم في العالم كله , لكن كما هو معروف _ ليست المحاضرات مشوقة الى هذا الحد , وقد قضيت في ذلك اليوم أربع ساعات من أسود ساعات حياتي أصغي لكلام كثير عن سرطان الدم . وأنيميا البحر المتوسط .... و .... و ....
كان الأطباء الجالسون قد أصيبوا بذلك النوع من الملل والتعاسة والتجمد الفكري الذي أوثر أن اسميه ( ذهول المؤتمرات ) , كانوا جميعا قد فقدوا الاحساس بظهرهم وأطرافهم . وتحولت أرادفهم الى جزء من المقاعد , وبعضهم أخذ يزجى الوقت في الحديث همسا وهم يضعون أيديهم على أفواههم كتلاميذ المدارس ...
- شكرا ...
وللحظة لم يصدق هؤلاء البؤساء آذانهم لكن الرجل كان قد انتهى بالفعل من محاضراته الطويلة , من ثم تعالت تنهدات العرفان بالجميل , وبدأوا يصفقون له شاكرين !
كان المحاضر كهلا وسيما اسمه ( ريتشارد كامنجز ) .. قابلته في مصر أكثر من مرة وانبهرت به بشدة , كان شامخا مهيبا عصبيا مغرما بالتاريخ والفن وكان يعشق تاريخ الفراعنة وكانت هذه نقطة تلاقينا ....
بعد المحاضرة قابلته , وعلى الفور هش وبش لي وبدت سعادته على وجهه , بل انه صافحني ( وهو شيء غير معتاد من الانجليز ) ثم انه سألني عن رأيي في المحاضرة فكذبت عليه في كياسة قائلا انها رائعة . دعاني الى بيته الريفي في ( يوركشاير ) , لأننى _ كما قال _ انسان متحضر وشديد الاخلاص للعلم ...
لهذا - وكما علمتني التقاليد الانجليزية الصارمة - وجدتني أجتاز مدخل حديقة البيت الانجليزي الجميل في تمام السابعة مساء ... وكان القمر يرخى ضوءا هادئا رقيقا على غصون اللبلاب المتدلية فوق سقف البيت المنحدر , وفي الحديقة كنت تشم روائح غير مألوفة لزهور لا تعرف اسمها ...
وفي الداخل كان البيت أنيقا بسيطا , بيت أسرة كاثوليكية متدينة ... وفي قاعة الجلوس كانت هناك مجموعة كبيرة من الصلبان الأثرية , ولوحة كبيرة للعشاء الأخير , وكانت زوجته في منتصف العمر مهذبة رقيقة , أما ابنته كاترين فكانت مراهقة لكنها أكثر تعقلا من سنها ...
وأدركت كم هم متدينون حين تلوا قبل العشاء صلاة المائدة , من ثم شعرت بالخجل من نفسي لأنى نسيت البسملة على الطعام قبل أن أبدأ الأكل ... تمتمت أن بسم الله أوله وأخره , وشرعت أملأ بطنى من الأصناف جميلة المنظر , شنيعة الطعم , التي عرف بها المطبخ الانجليزي في أوروبا كلها ...
بعد العشاء - وفي حجرة المعيشة المريحة - جلس د . ريتشارد جوار المدفأة يدخن غليونه ويرشف القهوة في استمتاع وقد بدا أن الحياة لن تكون أبدا أروع مما هي عليه الآن ..
قال د . ريتشارد : كيف تشعر وأنت من سلالة الفراعنة هؤلاء العباقرة ؟
ابتسمت ولم أدر بماذا أرد , فغمغمت : .. بالندم وبالحسرة لأني لم أحفظ حضارتهم وكل ما اكتشفوه ... أحيانا يخيل لي أنه لم يعد هناك ما يمكن اكتشافه بعد كل ما اكتشف حتى اليوم