اكتشاف الساعات وتطورها عبر الأزمان
كانت مشكلة قياس الزمن هي الشغل الشاغل لحياة الناس وكان الانسان قديما يقوم بمراقبة الليل والنهار والكواكب وسير الانهار حتى أصبحت جوهرية في حياته. فالانسان البدائي كان يعتمد على الشمس في شروقها وغروبها ووقت جوعه لحساب الزمن لأن حياته كانت بسيطة ومقاييسه بسيطة خالية من التعقيدات والقيود فكان ينام عند غروب الشمس ويصحو عند شروقها ويأكل عندما يجوع فمسألة تحديد الزمن لم تكن تعنيه كثيرا ولكن نتيجة للتطور في الحياة وعيشه ضمن قبائل أصبح ينتبه الى الزمن وتحديده. فكانت الاشجار والظلال والقمر والنجوم هي ساعاته الطبيعية، وقد استعمل الانسان «المزولة» الساعة الشمسية منذ 3500 ق.م وهي عبارة عن عصا مغروسة في الارض فيتحدد الزمن بها بتحديد ظل العصا تبعا لحركة الشمس وقد وجدت عند الصينيين وقدماء المصريين مع وجود المسلات الفرعونية فكانت تقسم النهار الى أربعة أقسام ثم تطورت الى اثني عشر قسما تتحدد بين شروق الشمس وغروبها أي اثنتي عشرة ساعة ونظرا لبعض عيوبها ولاسيما انها لاتستطيع التحديد ليلا فقد استعمل الانسان الساعة المائية وكانت تستخدم في مصر القديمة ويعود تاريخها الى 1400ق.م، وهي عبارة عن إناء يملأ بالماء ثم يتسرب منه الماء عن طريق ثقب صغير في قاعدته وهي تختلف باختلاف فصول السنة حتى اصبحت ساعة الصيف أطول من ساعة الشتاء وكانت فيه تدريجات تشير الى الزمن. وقد استخدمها الاغريق في خطاباتهم فعندما كان الماء ينقضي يُنهي الخطيب خطبته. فقد وجدت الساعة الرملية حيث كان انقضاء الرمل من الزجاجة يستغرق ساعة كاملة حتى طورها العرب. وصنعوا الساعات من نحاس وعلى مبدأ علم المثلثات فكانوا يحددون وقت صلاتهم بها ونتيجة إبداعهم في صناعة الساعات فقد نقلته أوروبا عنهم ثم طورت هذه الصناعة فكانت ساعة الرقاص ثم الزنبرك ثم ساعة اليد. ومن الجدير ذكره ان العمال الريفيين كانوا يقومون وقت فراغهم بصناعة الساعات وكانت «جنيف» هي الاكثر عددا ودقة في الصناعة حيث بدأت هناك في القرن 16 واشتهرت الساعات السويسرية في كل مكان.
كانت توضع الساعات قديما في أماكن عالية وفي الساحات العامة، وكانت ثقيلة الحجم حتى اكتشف «غاليلو» ان جميع الاثقال المتأرجحة اذا كانت أطوالها متساوية وأوزانها متساوية فإنها تؤدي ذبذبات متساوية الزمن. واستمرت صناعة الساعات بالتطور حتى وصلت اليوم الى صنع الساعة الذرية.
كانت توضع الساعات قديما في أماكن عالية وفي الساحات العامة، وكانت ثقيلة الحجم حتى اكتشف «غاليلو» ان جميع الاثقال المتأرجحة اذا كانت أطوالها متساوية وأوزانها متساوية فإنها تؤدي ذبذبات متساوية الزمن. واستمرت صناعة الساعات بالتطور حتى وصلت اليوم الى صنع الساعة الذرية.