القتل الرحيم ....
هو عبارة عن إيقاف الدعم الطبي ... عن مريض لا يرجى شفائه .... إما بسبب الموت الدماغي ... او بسبب مرض اخر عضال .... يطيل من معاناة المريض لا اكثر
ويأتي القتل الرحيم على صور متعددة منها ماهو غير نشط ( passive ) وماهو نشط ( active )
والأمثلة على النوع الأول كثيرة منها :سحب أدوات الإنعاش أو إيقاف الأدوية المنشطة عن المريض ( withdrawing ) أو إيقاف أي إضافة علاجية للمريض المتردي صحياً تؤدي الى بقائه حياً (withholding ) وهذا الفعل يؤدي الى الموت الرحيم وانا كان بطيئاً ...
والنوع الثاني من القتل الرحيم هو ان يتخذ الطبيب خطوة متقدمة بإعطاء المريض حقنة قاتلة من الأدوية تنهي حياته بشكل سريع...
لأهمية الموضوع بالنسبة لي قمت بالبحث بالشبكة العنكبوتية .... عن حكم هذا العمل من الجانب الفقهي ...وللأسف...
لم أفلح بالحصول على اي فتوى من قبل مراجعنا بالنسبة الى هذه المسألة ....( اذا احد منكم حصل يعطينا الرابط ولكني وجدت بعض الفتاوي لعلمائهم تبيح النوع الأول كفتوى الشيخ القرضاوي ... وغيره ....
ولكن لنفرض جدلاً .... جواز النوع الأول منه ..
ولأذكر لكم في البداية قصة طفلة واقعية ( نوف. ز ) على لسان الإستشاري (د. صالح العليان ) إستشاري طب حديثي الولادة بمستشفى الملك الفيصل التخصصي بالرياض )
أسوق لكم قصة الطفلة ( نوف.ز )
التي حولت الينا في المستشفى بسبب انقطاع الحبل الشوكي العنقي بعد فصل فقرات الرقبة في اثناء سحب الرأس للإسراع بالولادة في احد مستشفيات المملكة ....
لقد أصيبت بشلل كامل لكل اجزاء جسمها ابتداء من الرقبة ... وماتحتها شاملة الحجاب الحاجز ...
وادى هذا الى عدم مقدرتها على التنفس دون مساعدة جهاز التنفس الصناعي ....
لقد نمت معتدمة على أجهزة التنفس ... وتم لها اجراء الفحوصات الطبية فتأكدنا أن فرصة شفائها مستحيلة ... وانها ستبقى على حالتها تلك الى ان يشاء الله ...
لقد نوقشت حالتها مراراً وتكراراً وجاء القرار ان يفصل جهاز التنفس عنها ... وتترك حتى يواتيها الأجل ... ومثل هذا القرار يستوجب اخذ فتوى من الأمانة العامة للإفتاء بالمملكة ...
ولا اخفيكم ان الجميع ارتبط بالطفلة عاطفياً وقد بلغت شهرها الرابع ... ولأن نموها العقلي والذهني طبيعي فقد كانت تتفاعل مع الجميع بابتسامات ساحرة أسرت الكل ... واستطاعت ان تغري الممرضات كي يتاسبقن على العناية لها ...
وثبت ان انقطاع الحبل الشوكي لا يرجى برؤه وان الطفلة ستبقى في العناية الى ان يشاء الله ووجودها يحرم أطفالاً بحاجة الى سريرها ... قرأ الاب ومن اشرف على حالتها التقرير ... ووافقوا على صحة ماورد فيه ثم ارسل الى دار الإفتاء وجاء الرد ...
بأن لامانع من فصل الأجهزة
لقد مر ذلك القرار بسهولة ... وتمت الموافقة عليه بيسر أيضاً ... لكن الأمر الذي لم يكن في الحسبان هو من يقدم على فصل الجهاز عنها ... خصوصاً ان الجميع ارتبط بها عاطفياً وانها اصبحت في مقام اقرب الناس اليه .... لقد رفض الجميع فصل الجهاز عنها ... فوجدت نفسي وحيداً في هذه الساحة ....
وكأن العيون التي ترمقني تقول لي أنت الذي إتخذت القرار فعليك أن تنفذه .... لقد كنت متردداً كغيري ولكن كنت أخفي ذلك بالتظاهر امام الكل بعدم الإكتراث ... كان الأب رغم عاطفته الجياشة تجاه ابنته وارتباطه بها .. وهو مايبرهنه كثرة زيارته لها ..... يتقدم الجميع ويبدي إستعداده على وضعها في حجره أثناء فصل الجهاز ... وانه يفضل ان تموت بين يديه ....
كان موقف الاب دافعاً لي أن اقدم على فصل الجهاز فوضعها في حجرها وضمها اليه ... وادارها نحوي لأتمكن من نزعه ... فكشفت عن ابتسامتها المعهودة ... والتي كادت تلقي بي ارضاً ...
ولكن هو القرار ولابد من تنفيذه ... فصلت الجهاز عنها وهي تواصل ابتسامتها الساحرة نحوي ... والتي تحولت في ثواني الى نظرة كأنها نظرة غضب ولوم على ماقمت به من حرمانها من حق الحياة .. وكأنها تقول ما اقساكم يا اطباء .... الا يكيفكم مني هذه الإبتسامة التي تبعث في النفس السرور ... انتم جشعون لاترضون بجزء من انسان حتى وان كان فعالاً ....
لم تستمر العملية طويلاً فقد ازرق لونها بسبب نقص الاكسجين الحاد والمفاجئ بدءاً من شفتيها حتى عم كامل جسمها ... وبعد اربع دقائق ودعت الحياة ففارقت الدموع المحاجر ... وكان بالنسبة لي ولجميع الذين اعتنوا بها يوماً كأيباً ... ولقد بقيت صورتها في ذهني الى هذه اللحظة .
(د. صالح العليان ) إستشاري طب حديثي الولادة بمستشفى الملك الفيصل التخصصي بالرياض )
اعزائي الاعضاء ... يوجد كمثل هذه الحالة العشرات منها بل اكثر في المستشفيات سواءً في مستشفى الملك فيصل التخصصي ..... ام بالقطيف ......ام في باقي مناطق المملكة ...
وليس بالبعيد ... بالإسبوع الماضي فقط ... كان تحت رعايتي بالعناية المركزة بمستشفى الملك فيصل التخصصي حالة مشابهة ميؤس منها ...
شاب يبلغ من العمر 24 سنة ... في مراحله المتأخرة من مرض السرطان مع فشل في باقي اعضاء الجسم الحيوية الأخرى ....حاولنا معه جميع العلاجات الطبية لكن لافائدة ... اتخذ منه المرض جانب كبيراً من صحته ... وحالته لايرجى شفائها والمريض معتمد على جهاز التنفس الصناعي ....ويتألم بشكل محزن من معالم وجه .....وأنينه المستمر
لن انسى نظرة عينيه وهو يسرتجيني ويشير الي بيديه الى موضع الالم ... لحظات صعبة كانت .... خصوصاً عندما لا تستطيع تقديم اي شئ الى مريضك الذي يتألم ..... لا نملك الى ان ننتظر ان يأتيه الأجل
وفي الجانب الاخر الجانب المضحك المبكي ....
الممرضة تتطلب مني الاستعداد الى استقبال مريض جديد كان على قائمة الإنتظار للحصول على سرير للعناية الطبية اليه ولي يوضع على جهاز التنفس الصناعي قادماً من اقصى جنوب المملكة ... من نجران ...
الجانب المحزن هو عندما اتت الممرضة مرة اخرى بعد دقائق مبتسمة .... المريض توفي قبل اسبوعين لاحاجة الى الإستعداد لإستقباله !!!!
ما أريد الوصول اليه .... اذا فرضنا جدلاً ...بجواز هذا الفعل شرعاً ...
هل يملك احد منا شجاعة والد الطفلة نوف ... ويتخذ مثل هذا القرار ... وهل يستطيع مجتمعنا تقبل مثل هذه الأمور ...
المسألة ليست فقط تخفيف الم انسان يتعذب من مرضه ... بل تتعلق بإنقاذ روح مريض اخر ... باستطاعت الفريق الطبي انقائذ حياته بإذن الله في حالة توفر هذا السرير ....
هو عبارة عن إيقاف الدعم الطبي ... عن مريض لا يرجى شفائه .... إما بسبب الموت الدماغي ... او بسبب مرض اخر عضال .... يطيل من معاناة المريض لا اكثر
ويأتي القتل الرحيم على صور متعددة منها ماهو غير نشط ( passive ) وماهو نشط ( active )
والأمثلة على النوع الأول كثيرة منها :سحب أدوات الإنعاش أو إيقاف الأدوية المنشطة عن المريض ( withdrawing ) أو إيقاف أي إضافة علاجية للمريض المتردي صحياً تؤدي الى بقائه حياً (withholding ) وهذا الفعل يؤدي الى الموت الرحيم وانا كان بطيئاً ...
والنوع الثاني من القتل الرحيم هو ان يتخذ الطبيب خطوة متقدمة بإعطاء المريض حقنة قاتلة من الأدوية تنهي حياته بشكل سريع...
لأهمية الموضوع بالنسبة لي قمت بالبحث بالشبكة العنكبوتية .... عن حكم هذا العمل من الجانب الفقهي ...وللأسف...
لم أفلح بالحصول على اي فتوى من قبل مراجعنا بالنسبة الى هذه المسألة ....( اذا احد منكم حصل يعطينا الرابط ولكني وجدت بعض الفتاوي لعلمائهم تبيح النوع الأول كفتوى الشيخ القرضاوي ... وغيره ....
ولكن لنفرض جدلاً .... جواز النوع الأول منه ..
ولأذكر لكم في البداية قصة طفلة واقعية ( نوف. ز ) على لسان الإستشاري (د. صالح العليان ) إستشاري طب حديثي الولادة بمستشفى الملك الفيصل التخصصي بالرياض )
أسوق لكم قصة الطفلة ( نوف.ز )
التي حولت الينا في المستشفى بسبب انقطاع الحبل الشوكي العنقي بعد فصل فقرات الرقبة في اثناء سحب الرأس للإسراع بالولادة في احد مستشفيات المملكة ....
لقد أصيبت بشلل كامل لكل اجزاء جسمها ابتداء من الرقبة ... وماتحتها شاملة الحجاب الحاجز ...
وادى هذا الى عدم مقدرتها على التنفس دون مساعدة جهاز التنفس الصناعي ....
لقد نمت معتدمة على أجهزة التنفس ... وتم لها اجراء الفحوصات الطبية فتأكدنا أن فرصة شفائها مستحيلة ... وانها ستبقى على حالتها تلك الى ان يشاء الله ...
لقد نوقشت حالتها مراراً وتكراراً وجاء القرار ان يفصل جهاز التنفس عنها ... وتترك حتى يواتيها الأجل ... ومثل هذا القرار يستوجب اخذ فتوى من الأمانة العامة للإفتاء بالمملكة ...
ولا اخفيكم ان الجميع ارتبط بالطفلة عاطفياً وقد بلغت شهرها الرابع ... ولأن نموها العقلي والذهني طبيعي فقد كانت تتفاعل مع الجميع بابتسامات ساحرة أسرت الكل ... واستطاعت ان تغري الممرضات كي يتاسبقن على العناية لها ...
وثبت ان انقطاع الحبل الشوكي لا يرجى برؤه وان الطفلة ستبقى في العناية الى ان يشاء الله ووجودها يحرم أطفالاً بحاجة الى سريرها ... قرأ الاب ومن اشرف على حالتها التقرير ... ووافقوا على صحة ماورد فيه ثم ارسل الى دار الإفتاء وجاء الرد ...
بأن لامانع من فصل الأجهزة
لقد مر ذلك القرار بسهولة ... وتمت الموافقة عليه بيسر أيضاً ... لكن الأمر الذي لم يكن في الحسبان هو من يقدم على فصل الجهاز عنها ... خصوصاً ان الجميع ارتبط بها عاطفياً وانها اصبحت في مقام اقرب الناس اليه .... لقد رفض الجميع فصل الجهاز عنها ... فوجدت نفسي وحيداً في هذه الساحة ....
وكأن العيون التي ترمقني تقول لي أنت الذي إتخذت القرار فعليك أن تنفذه .... لقد كنت متردداً كغيري ولكن كنت أخفي ذلك بالتظاهر امام الكل بعدم الإكتراث ... كان الأب رغم عاطفته الجياشة تجاه ابنته وارتباطه بها .. وهو مايبرهنه كثرة زيارته لها ..... يتقدم الجميع ويبدي إستعداده على وضعها في حجره أثناء فصل الجهاز ... وانه يفضل ان تموت بين يديه ....
كان موقف الاب دافعاً لي أن اقدم على فصل الجهاز فوضعها في حجرها وضمها اليه ... وادارها نحوي لأتمكن من نزعه ... فكشفت عن ابتسامتها المعهودة ... والتي كادت تلقي بي ارضاً ...
ولكن هو القرار ولابد من تنفيذه ... فصلت الجهاز عنها وهي تواصل ابتسامتها الساحرة نحوي ... والتي تحولت في ثواني الى نظرة كأنها نظرة غضب ولوم على ماقمت به من حرمانها من حق الحياة .. وكأنها تقول ما اقساكم يا اطباء .... الا يكيفكم مني هذه الإبتسامة التي تبعث في النفس السرور ... انتم جشعون لاترضون بجزء من انسان حتى وان كان فعالاً ....
لم تستمر العملية طويلاً فقد ازرق لونها بسبب نقص الاكسجين الحاد والمفاجئ بدءاً من شفتيها حتى عم كامل جسمها ... وبعد اربع دقائق ودعت الحياة ففارقت الدموع المحاجر ... وكان بالنسبة لي ولجميع الذين اعتنوا بها يوماً كأيباً ... ولقد بقيت صورتها في ذهني الى هذه اللحظة .
(د. صالح العليان ) إستشاري طب حديثي الولادة بمستشفى الملك الفيصل التخصصي بالرياض )
اعزائي الاعضاء ... يوجد كمثل هذه الحالة العشرات منها بل اكثر في المستشفيات سواءً في مستشفى الملك فيصل التخصصي ..... ام بالقطيف ......ام في باقي مناطق المملكة ...
وليس بالبعيد ... بالإسبوع الماضي فقط ... كان تحت رعايتي بالعناية المركزة بمستشفى الملك فيصل التخصصي حالة مشابهة ميؤس منها ...
شاب يبلغ من العمر 24 سنة ... في مراحله المتأخرة من مرض السرطان مع فشل في باقي اعضاء الجسم الحيوية الأخرى ....حاولنا معه جميع العلاجات الطبية لكن لافائدة ... اتخذ منه المرض جانب كبيراً من صحته ... وحالته لايرجى شفائها والمريض معتمد على جهاز التنفس الصناعي ....ويتألم بشكل محزن من معالم وجه .....وأنينه المستمر
لن انسى نظرة عينيه وهو يسرتجيني ويشير الي بيديه الى موضع الالم ... لحظات صعبة كانت .... خصوصاً عندما لا تستطيع تقديم اي شئ الى مريضك الذي يتألم ..... لا نملك الى ان ننتظر ان يأتيه الأجل
وفي الجانب الاخر الجانب المضحك المبكي ....
الممرضة تتطلب مني الاستعداد الى استقبال مريض جديد كان على قائمة الإنتظار للحصول على سرير للعناية الطبية اليه ولي يوضع على جهاز التنفس الصناعي قادماً من اقصى جنوب المملكة ... من نجران ...
الجانب المحزن هو عندما اتت الممرضة مرة اخرى بعد دقائق مبتسمة .... المريض توفي قبل اسبوعين لاحاجة الى الإستعداد لإستقباله !!!!
ما أريد الوصول اليه .... اذا فرضنا جدلاً ...بجواز هذا الفعل شرعاً ...
هل يملك احد منا شجاعة والد الطفلة نوف ... ويتخذ مثل هذا القرار ... وهل يستطيع مجتمعنا تقبل مثل هذه الأمور ...
المسألة ليست فقط تخفيف الم انسان يتعذب من مرضه ... بل تتعلق بإنقاذ روح مريض اخر ... باستطاعت الفريق الطبي انقائذ حياته بإذن الله في حالة توفر هذا السرير ....