غضوا أبصاركم فقد استنوق الجملاهتمام الرجل بالأناقة والمظهر أمر مشروع لا جدال فيه بل هو من المستحبات المؤكدة كأن يقوم بتشذيب وتهذيب الشارب واللحية أو ارتداء الملابس النظيفة والاعتناء بالمظهر بشكل عام في الحدود التي تسمح بها الأعراف والتقاليد ولا تتعارض مع الدين ومزايا الرجولة.
ولكن أن يتحول الشاب إلى منافس قوي للفتاة في استعمال واستخدام أدوات الزينة والمكياج والهوس والمبالغة في ملاحقة الموضة فهذا شذوذ و ميوعة ونقص حاد في الرجولة يستلزم الوقوف والتأمل.
فما الذي يدفع الشاب أو الصبي المراهق إلى وضع الروج على الشفاه والبودرة على الخدود ويقوم بحف الحاجب وإطالة الشعر واستخدام كريمات الجلي والتثبيت ووضع السلسلة في العنق وارتداء بنطال يقوم بشد حزامه على أعلى قمة الردف حتى يستقر دون مستوى الخصر ليرتفع حزام اللباس الداخلي للسروال القصير (الهاف)ويتحدث بتكسر وميوعة في منظر يثير الاشمئزاز فأنت أمام صنف غريب وجنس مختلف فليس هو بالرجل فهذا المنظر يتنافى مع مظاهر الرجولة وليس هو بالمرأة فهناك بعض النواقص حتى تكتمل صورة الأنثى أيضا.
كنا نسمع كثيرا عن الجنس الثالث في دول الجوار وفي الكويت على وجه التحديد وكنا نردد حينها أن الشعب الكويتي شعب مترف ومنفتح وكذلك دستور الحكم في الكويت دستور مدني وليس ديني ويؤمن بالحرية الشخصية أما نحن وإن كانت هناك بعض الحالات الفردية فهو أمر طبيعي فلن يخلو أي مجتمع في الدنيا من وجود الشواذ ولكن لن ترقى أبداً إلى مستوى الظاهرة.
وقد بدأت قناعتي تاهتز فقد رأيت منظراً لم يألفه بصري من قبل ولم يكن المجتمع يرضى بالظهور العلني للشواذ.
ففي أحد المطاعم في وسط القطيف كنتُ انتظر طلبي ورأيت هذا النموذج :
صبي في عمر المراهقة (15, 16 ,17) لم يترك للفتيات شيئا من التبرج والزينة والإغراء فمساحيق الزينة والمكياج ظاهرة بشكل صارخ على محياه و في لباس أقل ما يقال عنه أنه مثير وهو يتحدث بتكسر وغنج مع النادل في المطعم وكنت حينها اختلس النظر إلى وجوه بعض الفحول وأشاهد سيلان اللعاب بغزارة وهم يقلبون النظر في وجه وجسد الغلام المحروس من نظر الحسود.
أثرّتُ الموضوع مع بعض الشباب من جيلي والجيل الأصغر سناً في جلسة ضحى الجمعة وقد اندهشوا جميعا من استغرابي فالأمر أصبح عاديا جدا فهذا النموذج موجود في الجامعة والمرحلة الثانوية والمتوسطة وبكثرة أيضا وقد قال أحدهم جيل أبي ناصر ومفاهيم الرجولة التي كانت تعتمد على مفهوم الفارس المفترس ولى يا أبا ناصر والأمر ليس شذوذا بل أن الكثير من الشباب يهتمون بالموضة ووضع مساحيق الزينة (وين عايش يا أبا نصر فأنت ومفاهيمك القديمة مهددة بالانقراض) فالمكياج والزينة والموضة هي عدة العمل للمغازلجية الذين مهمته في الحياة هي ملاحقة أعراض الناس وسوف تجد الكثير منهم في الأسواق المغلقة والمجمعات التجارية يلاحقون الفتيات فالموضة والزينة لا تقتصر على الشاذين جنسيا فقط بل المغازلجية أيضا.
خرجتُ من الجلسة وأنا في حالة اكتئاب وإحباط شديد خوفا على مفاهيم الرجولة التي تأصلت في نفسي من الانقراض والتلاشي وأنا أردد هذه العبارة : يبدو أن الزمان الذي بشر به المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم قد اقترب جداً (تكتفي الرجال بالرجال والنساء بالنساء).
هناك أكثر من علامة استفهام وتعجب تائه تبحث عن إجابة:
1-هل شركات تصنيع أدوات التجميل والزينة لم تكتفِ بالسوق النسائية بالرغم من المليارات التي تحصداها من خلال المتاجرة في هذه المواد فبدأت بالتسوق للموضة ومواد التجميل والزينة الرجالية ويكون الهدف تجاري بحت وليس له أهداف أخرى.؟
2-هل ظهر مغني تافه وحقير بملابس معينة أو قصة شعر معينة يستلزم أن يكون له هذا التأثير على الشباب في محاولة لمحاكاته وتقليده .؟ أليس هذا هو الفراغ الفكري .؟.
2-حاجة المرأة للزينة والمكياج حاجة فطرية من أجل الظهور بمظهر الأنوثة والإغراء وخصوصاً للزوج ولكن تبقى هناك مفاهيم خاصة بالرجولة لن يغيرها الزمان فإذا تساوى الرجل والمرأة في الزينة والمكياج يتلاشى هنا الاختلاف بين الجنسين وسوف تكون مأساة حقيقية حيث سوف يضطر المجتمع إلى استيراد الفحول من الخارج لتغطية الحاجة إلى الذكر الفحل.
3-هل نظرت الفتيات تغيرت أيضا في مواصفات فارس الأحلام فهي تبحث عن الشاب الذي يشاركها في الموضة ويتقاسم مهما أدوات الزينة.؟
4-هل أبو ناصر ومن هم على شاكلته مهددون بالانقراض بسبب مفاهيم الرجولة القديمة أم أن الموضوع مجرد موضة عابرة كأي موضة عبرت الزمان وانتهت ثم وتعود المفاهيم كما كانت.؟
5-هل للترف والحياء الرخوة علاقة بظهور هذا النماذج الشاذة كما حدث في القرن الثاني للهجرة حيث شاع الشذوذ بشكل كبير وعلني وهذا واضح من خلال دراسة تلك الفترة التاريخية عندما دخل في الأدب العربي نوع جديد من الشعر ( الغزل في المذكر ) بسبب شيوع هذه الرذيلة مع الغلمان والتي عمت أغلب فئات المجتمع وصار يتفننون في تزيين الغلمان حسب الموضة المتوفرة في ذلك العصر.؟
أسئلة كثير تحتاج للإجابة والمناقشة الواعية.
تحياتي للجميع
ولكن أن يتحول الشاب إلى منافس قوي للفتاة في استعمال واستخدام أدوات الزينة والمكياج والهوس والمبالغة في ملاحقة الموضة فهذا شذوذ و ميوعة ونقص حاد في الرجولة يستلزم الوقوف والتأمل.
فما الذي يدفع الشاب أو الصبي المراهق إلى وضع الروج على الشفاه والبودرة على الخدود ويقوم بحف الحاجب وإطالة الشعر واستخدام كريمات الجلي والتثبيت ووضع السلسلة في العنق وارتداء بنطال يقوم بشد حزامه على أعلى قمة الردف حتى يستقر دون مستوى الخصر ليرتفع حزام اللباس الداخلي للسروال القصير (الهاف)ويتحدث بتكسر وميوعة في منظر يثير الاشمئزاز فأنت أمام صنف غريب وجنس مختلف فليس هو بالرجل فهذا المنظر يتنافى مع مظاهر الرجولة وليس هو بالمرأة فهناك بعض النواقص حتى تكتمل صورة الأنثى أيضا.
كنا نسمع كثيرا عن الجنس الثالث في دول الجوار وفي الكويت على وجه التحديد وكنا نردد حينها أن الشعب الكويتي شعب مترف ومنفتح وكذلك دستور الحكم في الكويت دستور مدني وليس ديني ويؤمن بالحرية الشخصية أما نحن وإن كانت هناك بعض الحالات الفردية فهو أمر طبيعي فلن يخلو أي مجتمع في الدنيا من وجود الشواذ ولكن لن ترقى أبداً إلى مستوى الظاهرة.
وقد بدأت قناعتي تاهتز فقد رأيت منظراً لم يألفه بصري من قبل ولم يكن المجتمع يرضى بالظهور العلني للشواذ.
ففي أحد المطاعم في وسط القطيف كنتُ انتظر طلبي ورأيت هذا النموذج :
صبي في عمر المراهقة (15, 16 ,17) لم يترك للفتيات شيئا من التبرج والزينة والإغراء فمساحيق الزينة والمكياج ظاهرة بشكل صارخ على محياه و في لباس أقل ما يقال عنه أنه مثير وهو يتحدث بتكسر وغنج مع النادل في المطعم وكنت حينها اختلس النظر إلى وجوه بعض الفحول وأشاهد سيلان اللعاب بغزارة وهم يقلبون النظر في وجه وجسد الغلام المحروس من نظر الحسود.
أثرّتُ الموضوع مع بعض الشباب من جيلي والجيل الأصغر سناً في جلسة ضحى الجمعة وقد اندهشوا جميعا من استغرابي فالأمر أصبح عاديا جدا فهذا النموذج موجود في الجامعة والمرحلة الثانوية والمتوسطة وبكثرة أيضا وقد قال أحدهم جيل أبي ناصر ومفاهيم الرجولة التي كانت تعتمد على مفهوم الفارس المفترس ولى يا أبا ناصر والأمر ليس شذوذا بل أن الكثير من الشباب يهتمون بالموضة ووضع مساحيق الزينة (وين عايش يا أبا نصر فأنت ومفاهيمك القديمة مهددة بالانقراض) فالمكياج والزينة والموضة هي عدة العمل للمغازلجية الذين مهمته في الحياة هي ملاحقة أعراض الناس وسوف تجد الكثير منهم في الأسواق المغلقة والمجمعات التجارية يلاحقون الفتيات فالموضة والزينة لا تقتصر على الشاذين جنسيا فقط بل المغازلجية أيضا.
خرجتُ من الجلسة وأنا في حالة اكتئاب وإحباط شديد خوفا على مفاهيم الرجولة التي تأصلت في نفسي من الانقراض والتلاشي وأنا أردد هذه العبارة : يبدو أن الزمان الذي بشر به المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم قد اقترب جداً (تكتفي الرجال بالرجال والنساء بالنساء).
هناك أكثر من علامة استفهام وتعجب تائه تبحث عن إجابة:
1-هل شركات تصنيع أدوات التجميل والزينة لم تكتفِ بالسوق النسائية بالرغم من المليارات التي تحصداها من خلال المتاجرة في هذه المواد فبدأت بالتسوق للموضة ومواد التجميل والزينة الرجالية ويكون الهدف تجاري بحت وليس له أهداف أخرى.؟
2-هل ظهر مغني تافه وحقير بملابس معينة أو قصة شعر معينة يستلزم أن يكون له هذا التأثير على الشباب في محاولة لمحاكاته وتقليده .؟ أليس هذا هو الفراغ الفكري .؟.
2-حاجة المرأة للزينة والمكياج حاجة فطرية من أجل الظهور بمظهر الأنوثة والإغراء وخصوصاً للزوج ولكن تبقى هناك مفاهيم خاصة بالرجولة لن يغيرها الزمان فإذا تساوى الرجل والمرأة في الزينة والمكياج يتلاشى هنا الاختلاف بين الجنسين وسوف تكون مأساة حقيقية حيث سوف يضطر المجتمع إلى استيراد الفحول من الخارج لتغطية الحاجة إلى الذكر الفحل.
3-هل نظرت الفتيات تغيرت أيضا في مواصفات فارس الأحلام فهي تبحث عن الشاب الذي يشاركها في الموضة ويتقاسم مهما أدوات الزينة.؟
4-هل أبو ناصر ومن هم على شاكلته مهددون بالانقراض بسبب مفاهيم الرجولة القديمة أم أن الموضوع مجرد موضة عابرة كأي موضة عبرت الزمان وانتهت ثم وتعود المفاهيم كما كانت.؟
5-هل للترف والحياء الرخوة علاقة بظهور هذا النماذج الشاذة كما حدث في القرن الثاني للهجرة حيث شاع الشذوذ بشكل كبير وعلني وهذا واضح من خلال دراسة تلك الفترة التاريخية عندما دخل في الأدب العربي نوع جديد من الشعر ( الغزل في المذكر ) بسبب شيوع هذه الرذيلة مع الغلمان والتي عمت أغلب فئات المجتمع وصار يتفننون في تزيين الغلمان حسب الموضة المتوفرة في ذلك العصر.؟
أسئلة كثير تحتاج للإجابة والمناقشة الواعية.
تحياتي للجميع