بسم الله الرحمن الرحيم
ما يثير استغرابي حقا هو الإقبال الشديد والسباق المحموم على نشر الفضائح الأخلاقية من قبل بعض أفراد المجتمع في المجالس و المنتديات.
فلا تكاد تحدث فضيحة أخلاقية في المجتمع إلا وترى التسابق المحموم بين أغلب فئات المجتمع على نشر الخبر والتحدث عن تفاصيل الفضيحة وكأنها بشرى سارة والتعمد بشكل عجيب إلى الزيادة والافتراء والبهتان في كثير من الأحيان قبل انتهاء التحقيق ومعرفة ملابسات الحدث.
فالبعض يلوك الفضيحة بين شفتيه ويتحدث عنها بلذة غريبة وكأنه يأكل قطعة من الشوكلاته (جلكسي أو بونتي ).
ويدور في رأسي سؤالان :
هل الحديث عن الفضيحة بدافع الشماتة والتشفي والانتقام.؟
ففي كثير من الحالات أطراف الفضيحة غير معروفين ومن مناطق أخرى وليسوا أعداء أو خصوم لمن يبادر في نشر الخبر (الفضيحة).
والسؤال الآخر :
ما الدافع وراء انتشار هذا الأسلوب السمج في تتبع العيوب والمثالب والفضائح وما الفائدة المرجوة من نشر فضائح الآخرين.؟
أليس هو الخواء الفكري فمن المؤكد أن فرغ العقل من المعرفة والثقافة والقضايا الكبرى يستلزم وجود مساحة فارغة في العقل, ولابد أن يحشا هذا الفراغ بمثل هذه الأخبار السيئة عن عورات الناس و فضائح المجتمع والإشاعات والغيبة والنميمة والبهتان ,وأي فائدة ترجى من نشر الفضائح.
قد يقول قائل هو الوعي وتحذير المجتمع فالفضيحة وسيلة ردع تردع الآخرين.
متى كانت الفضيحة وسيلة ردع فقد تعود المجتمع على استقبال مثل هذه الفضائح فما عادت تجدي نفعاً أو تمنع شرا.
فالإنسان عندما يقدم على الرذيلة لن يصطحب معه عقله بالتأكيد.
ما أريد قوله في النهاية أن نشر الفضائح يؤذي مشاعر الآخرين وكونوا على يقين أن أطراف الفضيحة هم بالتأكيد لهم أسر وأقارب وهم ليسوا شركاء في الجريمة فلماذا يتحملون ويعانون مرارة الفضيحة.
وتأكدوا جميعا أيها الأحبة أن الإشاعة وحب نشر الفضائح عادة ما تنتشر في الأوساط المسكونة بالجهل والتخلف.
وهناك تعمد غريب من قبل الصحافة على نشر الفضائح عن المنطقة (القطيف) بأيدي ناس جهلاء لا يملكون أي انتماء للمنطقة فهم من الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين أمنوا فهل تعينونهم على مرادهم وهدفهم البغيض من تشويه صورة المنطقة.!!!
وأختم بهذه القصة القصية:
روي أن امرأة كانت تمشي بصحبة جارية لها ومرت بأحد الأزقة في المدينة المنورة فرأت تجمهرا وتجمعا غفيرا من الناس فقالت لجاريتها :
اذهبي وانظري ما الخبر .؟
قالت الجارية بعد عودتها ومعرفة الخبر : وجدوا امرأة مع رجل في وضع حرج.
قالت المرأة: داء قديم ومضت ولم تعر الخبر أي اهتمام.
كونوا مثل هذه المرأة الحكيمة في استقبال الفضائح .
لا أقصد أحد معين أو منتدى معين الموضوع عام .
تحياتي