بسمه تعالى وبه نستعين
والصلاة والسلام على خير الورى أجمعين محمد وآله الطيبين الطاهرين
أقص عليكم اليوم ما حملته كتب التراث من مناظرات عدة بين شيعة علي بن أبي طالب
ع وبين شيعة آل أبي سفيان
كان إمام المذهب الحنفي أبو حنيفة معاصرا للإمام الصادق عليه السلام يلقي
دروسه على تلامذته في مسجد الكوفه
وكان فضال بن الحسن الكوفي من احد أبرز تلامذة الإمام الصادق عليه السلام ،
مرّ بأبي حنيفة وهو في جمع كثير يملي عليهم شيئا من فقهه وحديثه فقال لصاحبه
الذي معه ((والله لا أبرح أو أخجل أبا حنيفة))
فدنا من مجلس أبي حنيفة فسلّم عليه فرد القوم بأجمعهم السلام عليه
فقال فضّال : يا أبا حنيفة ، رحمك الله ، إن لي أخا يقول: إن خير الناس بعد
رسول الله (ص ) علي بن أبي طالب (ع ) وأنا أقول: إن أبا بكر خير الناس وبعده
عمر فما تقول أنت ؟
أبو حنيفة: قل لأخيك كيف تقدم علياً على أبو بكر وعمر فإنهما كانا يجلسان في
الحروب إلى جنب رسول الله (ص ) في حين يبعث الرسول (ص ) عليا ً إلى الحرب
والقتال وهذا يعني أنه (ص ) كان يحبهما أكثر وسعى لإبعادهما عن مواطن الخطر
فضّال: وأنا قلت ذلك لأخي، فأجابني إن القرآن الكريم فضّل المجاهدين في قوله:
((وفضّل الله المجاهدين على القاعدين أجرا عظيما )). النساء \95
فأطرق أبو حنيفة مليا ثم رفع رأسه فقال: كفى بمكانهما من رسول الله ص كرم ً ا
وفخراً، أما علمت أنهما ضجيعاه في قبره فأي حجة لك أوضح من هذه؟
فقال له فضّال: إني قد قلت ذلك لأخي ، فقال : يقول القرآن الكريم: (( لا
تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم )) الأحزاب \53 ومعلوم أن قبر النبي في
بيته ولم يصدر منه اجازة بدفنهما قطعا ولا من الورثة
أبو حنيفة: قل لأخيك إن عائشة وحفصة قد بقي لهما شيئا من مهرهما عند النبي (
ص) فاستحقتا بذلك مقدارا من أرض البيت ووهبت كل واحدة هذا المقدار لأبيها.
فضّال: لقد قلت ذلك لأخي ، فقال: ألم تقرا القرآن حيث يقول: (( يا أيها النبي
إنا أحللنا لك أزواجك اللاتي آتيت أجورهن )) وبهذا يكون النبي ( ص) قد أعطى كل
واحدة من زوجاته مهرها في حياته
فأطرق أبو حنيفة ساعة ثم قال: إنهما نظرا حق عائشة وحفصة فاستحقا الدفن في ذلك
الموضع وبحقوق ابنتيها
فقال فضّال قد قلت له ذلك فقال: فقال أنت تعلم ان النبي ( ص) مات عن تسع نساء
ونظرنا فإذا لكل واحدة منهن تسع الثمن ومن ثم نظرنا في تسع الثمن فإذا هو شبر
في شبر فكيف يستحق الرجلان أكثر من ذلك؟ وبعد فما بال عائشة وحفصة ترثان رسول
الله (ص ) وفاطمة (ع ) ابنته تمنع من الميراث !
فقال أبو حنيفه : (( يا قوم نحّوه عني فإنّه رافضيّ خبيث
كبيرهم لا يُقاس وصغيرهم جمرة لا تداس))
منقول